‘لماذا نحن على هامش الاقتصاد الإسرائيلي؟‘ .. المستشار الاقتصادي هاني نجم من الناصرة برسالة للقيادات العربية : ‘أدعوهم لمراجعة تصرفاتهم والعمل على بناء مؤسسات قوية‘
قال المستشار الاقتصادي هاني نجم من الناصرة في حديث أدلى به لموقع بانيت وقناة، ان المجتمع العربي يتواجد على هامش الاقتصاد الاسرائيلي
المستشار الاقتصادي هاني نجم من الناصرة يتحدث عن عالم الاقتصاد
رغم كونه يمتلك قدرات هائلة في مختلف المجالات. وأوضح نجم : "مجتمعنا يمتلك قدرات هائلة ويفخر بنجاحات فردية مبهرة على كافة الأصعدة. كل يوم نرى أبناء هذا المجتمع يتألقون في مجالات متعددة، يثبتون أنهم قادرون على الإبداع والتفوق مهما كانت التحديات، لكن، لماذا رغم كل هذه النجاحات الفردية، وكل هذه القدرات الهائلة، والقدرة على تجاوز الكثير من الأزمات، نجد مجتمعنا اليوم في وضع صعب؟ لماذا نحن على هامش الاقتصاد الإسرائيلي؟ لماذا لا نستطيع النهوض؟ لماذا عائلاتنا تعاني؟ ولماذا ننتظر دائمًا ما سيأتي من الحكومة أو غيرها لنحصل على لقمة العيش أو حتى لتلبية احتياجاتنا الأساسية؟ لماذا لا نكون نحن الأقوياء؟ لماذا لا يكون لدينا استقلالية كمجتمع؟ هذا السؤال يعيدنا إلى جذور عدة مشكلات نواجهها، بعضها يتعلق بالتربية داخل مجتمعنا والعادات التي تحتاج إلى تغيير".
واردف قائلا لقناة هلا : "نرى أن هناك ثقافة تربح على حساب الآخر، حيث إذا كانت هناك فرصة للربح المشترك، يتم تجاهلها لأن الفرد يريد الاستفادة وحده. إذا فتح جاري مخبزا ونجح، سأفتح مخبزا آخر بجانبه، لا لزيادة التنافس الصحي، بل لأنني أريد النجاح مثله، وهذا يؤدي في النهاية إلى تدمير السوق".
"هناك مجالس محلية تمتلك تصاريح لإنشاء مناطق صناعية، لكنها تتنافس بشكل غير فعال"
ومضى قائلاً: "ما نحتاجه هو التفكير بمنطق التعاون، ليس فقط كأفراد، بل كمجتمعات وسلطات محلية. على سبيل المثال، في منطقة المثلث، هناك مجالس محلية تمتلك تصاريح لإنشاء مناطق صناعية، لكنها تتنافس بشكل غير فعال، مما يؤدي إلى مشروعات غير متكاملة ولا تحقق الأهداف المرجوة. لماذا لا يتم توحيد الجهود لإنشاء مناطق مركزية تربط بين السلطات المحلية وتجذب الشركات الكبرى؟ لدينا قدرات كبيرة وإمكانيات هائلة للتواصل مع العالم العربي وأوروبا والولايات المتحدة لجذب مستثمرين لمشروعات محلية. نحن، كمجتمع عربي فلسطيني، نملك ميزات خاصة، ويمكننا أن نكون شريكًا أساسيًا في التنمية الاقتصادية لإسرائيل، مما يعود بالنفع على الجميع".
وأضاف: "التنمية المستدامة ليست مجرد نمو اقتصادي، بل هي تنمية تستمر وتضمن توزيعًا عادلًا للموارد، بحيث يستفيد الجميع منها، وليس فقط فئة صغيرة. لتحقيق ذلك، علينا استغلال طاقاتنا وإمكانياتنا بالطريقة الصحيحة، والابتعاد عن الطرق غير الشرعية التي قد تؤدي إلى مشكلات مستقبلية. نحن بحاجة إلى بناء مجتمع ينمو بالحلال، بحيث تكون الفائدة حقيقية ودائمة لنا ولأبنائنا".
"المطلوب هو أن تكون لدينا رؤية موحدة ونعمل جميعًا على تحقيقها معًا"
وأوضح نجم "أن العمل الوحدوي يعني أنني وأنت قد نختلف في وجهات نظرنا حول مواضيع معينة، وهذا أمر طبيعي جدًا. هذا ليس ضعفًا، بل قوة، لأن وجهة نظرك مع وجهة نظري قد تخلق فكرة جديدة أفضل مما كنت أنا أو أنت نفكر به. بالإضافة، يمكننا تقسيم الأدوار بيننا؛ أنت تخدم في مجالات ومنابر معينة، وأنا أخدم في أخرى، ولكننا معًا نعمل لتحقيق رؤية مشتركة هدفها تنمية وتطوير مجتمعنا في مختلف المجالات، سواء مجتمعية، سياسية، أو اقتصادية".
وتابع قائلاً: "فيما يتعلق بالاقتصاد، الرؤية واضحة، ولا يوجد مجال للخلاف. اليوم، عندما نتحدث عن تنمية اقتصادية مستدامة، يجب أن نتفق. المطلوب هو أن تكون لدينا رؤية موحدة ونعمل جميعًا على تحقيقها معًا، وليس كل شخص بشكل منفصل. لا يجب أن نعيق أو نقلل من إنجازات الآخرين لمجرد أنهم حققوها، بل علينا التعاون ودعم بعضنا البعض. خاصة وأن مجتمعنا بحاجة إلى بناء مؤسسات تنموية قوية تشمل جميع المجالات: الاجتماعية، التربوية، الرياضية، العلمية، الثقافية، والاقتصادية. لا يمكن لمجتمعنا أن يتطور بدون مؤسسات قوية تتمتع بالاستقلالية والقدرة على العمل بعيدًا عن محاولات السيطرة الحزبية. إذا نجحنا في بناء مؤسسات تتشابك مع بعضها في برامج ورؤى واضحة، ومع تقسيم وظائف مدروس، يمكننا تحقيق إمكانات مجتمعنا الهائلة والوصول إلى آفاق بعيدة".
"ندعو قياداتنا إلى مراجعة تصرفاتهم والعمل على لقاء مشترك لبناء خطة واضحة ومؤسسات قوية"
واضاف: "للأسف، قياداتنا اليوم تفتقر إلى هذا التوجه. نرى أحيانًا تنافسًا غير صحي، حيث يُعتبر أي إنجاز يأتي من الآخر أقل قيمة. هذا النهج عرقلنا خلال السنوات الماضية. ندعو قياداتنا، الذين نحترمهم ونقدر تجاربهم ونواياهم الصادقة في تطوير المجتمع، إلى مراجعة تصرفاتهم والعمل على لقاء مشترك لبناء خطة واضحة ومؤسسات قوية. حان الوقت لتشكيل هيكل هرمي منظم يمكننا من التأثير وتحقيق تغييرات إيجابية ملموسة".
"نرى اليوم شبابنا يسعون بسرعة لتحقيق الأرباح وامتلاك السيارات"
واختتم حديثه قائلاً: "هناك رسالة اوجهها لكل إخواننا وأخواتنا: الحلال ثم الحلال ثم الحلال. المال ليس كل شيء، والأهم أن تضع رأسك على الوسادة وتنام وضميرك مرتاح. للأسف الشديد، نرى اليوم شبابنا يسعون بسرعة لتحقيق الأرباح وامتلاك السيارات. قد تستمتع بها الآن وتفرح، ولكن إذا، لا قدّر الله، كانت الوسيلة غير مشروعة، فإن الثمن الذي ستدفعه لاحقًا قد يكون كبيرًا جدًا. كل شخص عمل بالحلال وبطريقته الصحيحة، كل الاحترام له، ونحن نرفع رؤوسنا به. أما من سلك طريقًا غير صحيح، فعليه أن يتوقف للحظة، ينظر حوله، ويعيد التفكير. لأن الخطوات الخاطئة قد تؤدي إلى خسائر جسيمة، ليس فقط له، بل لكل من حوله. ولا يستحق الأمر لحظة فرح مؤقتة. ولا ننسى أننا في النهاية على دين، وأن هناك آخرة وحساب أمام الله سبحانه وتعالى. عندما نقف بين يديه، سيسألنا: ماذا فعلتم بطاقاتكم؟ من أين جئتم بأموالكم؟ وكيف استخدمتموها؟ لذلك، فلنعمل بحرص لأجل آخرتنا، ولأجل سمعتنا، وأيضًا من أجل أولادنا وأحفادنا"..
من هنا وهناك
-
الاخصائية لورين خاسكية تتحدث عن التجميل وتدريب البشرة
-
الشرطة : ضبط سلاح غير قانوني ومخازن ذخيرة ومخدرات في ام الفحم
-
النائب وليد الهواشلة: ‘لا سبيل لإعادة المختطفين أحياء عبر الحرب التدمير والتهجير‘
-
مركز الشبيبة نعوريم في البقيعة ينظم فعاليات تهدف ‘للتمسك بالجذور وترسيخ الهوية‘
-
اعتقال شاب من رام الله بحوزته أدوات اقتحام في القدس
-
طلاب عرب في جامعة حيفا: هنالك فرصة تاريخية أمام تحصيل تمثيل عربي لائق في نقابة الطلاب
-
الشرطة: ضبط 3 عمال بدون تصاريح من جنين داخل سيارة بالقرب من عتليت
-
مصابان أحدهما بحالة خطيرة خلال شجار في نحف
-
مصابان اثر اصطدام سيارة بعامود في بيت جن
-
رئيس بلدية رهط : كانت انظارنا جميعا تتجه نحو إبرام صفقة تبادل وإعادة المختطفين أحياء
أرسل خبرا