في ظل تحذير وزارة الصحة من ارتفاع نسبة الأطفال الذين يعانون من ‘فقر الدم‘.. بروفيسور لطفي جابر يُقدّم نصائح وإرشادات
حذرت وزارة الصحة من ارتفاع نسبة الأطفال الذين يتم تشخيصهم مع "فقر الدم" في البلاد. ويتضح من معطيات الوزارة انه منذ عام 2016 تم تسجيل ارتفاع بعدد
الأطفال الذين يعانون من " فقر الدم " بأكثر من 50% . على ضوء ذلك، ناشدت وزارة الصحة الجمهور تزويد الأطفال بمكملات الحديد من جيل أربعة أشهر، وبشكل خاضع للتعليمات من الطبيب أو الفرق الطبية.
للحديث عن هذا الموضوع، استضافت قناة هلا، في بث حي ومباشر ضمن برنامج "هذا اليوم" البروفيسور لطفي جابر من الطيبة، طبيب أطفال وباحث في طب الأطفال.
وقال البروفيسور لطفي جابر في مستهل حديثه لموقع بانيت وقناة هلا: "الناس الآن مستغربين من هذه النسب، لكن المستمع قد يستغرب أكثر إذا قلت لكم إنه في حدود عام 2000 كانت نسبة الأطفال العرب الذين يعانون من فقر الدم، خاصة الناتج عن نقص الحديد، تتراوح بين 30% و35%. نقص الحديد هو السبب الأساسي لفقر الدم لأنه يدخل في تكوين مادة الهيموجلوبين، وهو العنصر الأساسي في تكوين الدم".
ومضى قائلاً: "هناك أنواع أخرى من فقر الدم، مثل الثلاسيميا، التي تعد حالة وراثية تتسبب في تدمير خلايا الدم. توجد أنواع مختلفة من الثلاسيميا، منها ما يكون وراثيًا بشكل جزئي أو كلي. إذا كان الشخص يحمل الجين الوراثي بشكل كامل (هوموزيجوتي)، فقد يؤدي ذلك إلى تدمير الدم بشكل كبير، مما يتطلب نقل دم متكرر. هذه الحالة تؤثر أيضًا على الأطفال، وتُعتبر من التحديات الصحية الكبيرة في هذا السياق".
"هيموجلوبين طيبة"
وتابع قائلاً: "أود أن ألفت الانتباه إلى نوع خاص من الهيموجلوبين يُعرف باسم "هيموجلوبين طيبة"، وهو أحد أنواع الثلاسيميا. هذا النوع تحديدًا ظهر في عدد محدود من الحالات، وقد لاحظت ذلك خلال فترة عملي الطويلة في قسم أمراض الدم والأنيميا. لاحظت وجود حالات بين الأطفال في الطيبة، حيث كان لديهم نوع غير مألوف من الثلاسيميا، وقررنا تسميته ثلاسيميا، لكنها ليست الثلاسيميا المعتادة. في عام 1992، بدأت البحث في هذا الموضوع. قمت بجمع بيانات عن عائلة من الطيبة، ورسمت شجرة العائلة، وأخذت عينات دم لتحليلها. ثم توجهت إلى باريس على نفقتي الخاصة، حيث التقيت بممثل عن العائلة هناك، الذي اصطحبني إلى أحد الباحثين المتخصصين في الثلاسيميا. قدمت العينات التي جمعتها من المرضى والمصابين في الطيبة لتحليلها في المختبر. بعد بضعة أسابيع، تلقيت نتائج التحاليل، وأبلغوني أنهم اكتشفوا نوعًا جديدًا من الهيموجلوبين في العينات. وعندما سألوني عن الاسم الذي أرغب في إطلاقه على هذا النوع، قلت إنني أرغب في تسميته "هيموجلوبين طيبة"، تكريمًا لبلدة الطيبة وأهلها".
"الاضطرابات المعرفية والعصبية المتأخرة"
وأشار البروفيسور لطفي جابر الى "أنه في الآونة الأخيرة، تم طرح فرضيات تشير إلى وجود علاقة بين فقر الدم الناتج عن نقص الحديد وبين الاضطرابات المعرفية والعصبية المتأخرة، أي أن الطفل الذي يعاني من فقر الدم بسبب نقص الحديد قد يواجه صعوبات في مجالات متعددة مثل التعليم والتحصيل الدراسي. عادةً ما يظهر على الطفل الذي يعاني من ضعف الدم علامات مثل شحوب الوجه وظهور لون باهت للبشرة، مما يعكس ضعف التطور العام. هذه الحالة قد تؤثر سلبًا على قدراته المعرفية، وتضعف قدرته على التركيز والتحصيل".
"فحص دم عادي"
وأوضح البروفيسور لطفي جابر لقناة هلا أنه "بالنسبة للكشف عن نقص الحديد، يتم إجراء فحص دم عادي. من خلال الفحص، نلاحظ مستوى الهيموجلوبين في الدم. على سبيل المثال، بالنسبة لطفل في عمر سنة أو سنتين أو ثلاث، يجب أن يتراوح مستوى الهيموجلوبين بين 10.5 إلى 12. إذا كانت النسبة أقل من هذه القيم، فإن ذلك يشير إلى احتمالية وجود نقص في الحديد. من الأعراض المصاحبة لذلك، قد يصبح لون الطفل شاحبًا ويبدو ضعيفًا. هناك أيضًا مؤشرات أخرى في مكونات الدم، مثل مركب "MCV" وغيره من المركبات، التي قد تشير إلى نقص الحديد. مع ذلك، يجب أن نعلم أن نقص الحديد بحد ذاته ليس مرضًا خطيرًا، ويمكن معالجته بسهولة من خلال العلاج المناسب".
"النقص في الحديد قد يؤدي إلى زيادة الحركة وقصر الانتباه لدى الأطفال"
وأكد البروفيسور لطفي جابر "أنه في السنوات الأخيرة، تم ملاحظة أن بعض الأطفال الذين يعانون من الحركة الزائدة وقصر الانتباه قد يكون لديهم نقص في الحديد. بشكل غير متوقع، وبالصدفة، اكتشفنا أن هذه الحالات ترتبط أحيانًا بنقص الحديد. فالنقص في الحديد قد يؤدي إلى زيادة الحركة وقصر الانتباه لدى الأطفال، وهو أمر قد لا يكون معروفًا على نطاق واسع. لذلك من المهم أن نكون على وعي بهذه العلاقة المحتملة بين نقص الحديد وسلوكيات مثل الحركة الزائدة وقصر الانتباه، ويجب الانتباه لهذا الأمر عند تشخيص مثل هذه الحالات".
"يجب أن يحصل الأطفال على الحديد بجرعات محددة للوقاية من فقر الدم"
وشدد البروفيسور لطفي جابر على "انه منذ جيل أربعة أشهر، يجب أن يحصل الأطفال على الحديد بجرعات محددة للوقاية من فقر الدم بسبب نقص الحديد. في هذا العمر، يتم إعطاء الطفل سبع نقاط من الحديد السائل. وعندما يتراوح عمر الطفل بين ستة أشهر إلى سنة، يتم زيادة الجرعة لتصبح 12 أو 15 نقطة، وذلك لأن حجم الطفل يزداد وبالتالي يحتاج إلى كمية أكبر من الحديد لتلبية احتياجاته". وأضاف: "من المهم أيضًا أن يكون لدى الأطفال نظام غذائي متوازن يشمل مصادر غنية بالحديد مثل اللحوم والخضروات والفواكه، بالإضافة إلى شرب عصير البرتقال. عصير البرتقال يساعد في تحسين امتصاص الحديد في الجسم. هذه التوصيات الغذائية هي جزء من استراتيجية شاملة للوقاية من فقر الدم الناتج عن نقص الحديد وتساعد في تعزيز صحة الطفل".
من هنا وهناك
-
الاخصائية لورين خاسكية تتحدث عن التجميل وتدريب البشرة
-
الشرطة : ضبط سلاح غير قانوني ومخازن ذخيرة ومخدرات في ام الفحم
-
النائب وليد الهواشلة: ‘لا سبيل لإعادة المختطفين أحياء عبر الحرب التدمير والتهجير‘
-
مركز الشبيبة نعوريم في البقيعة ينظم فعاليات تهدف ‘للتمسك بالجذور وترسيخ الهوية‘
-
اعتقال شاب من رام الله بحوزته أدوات اقتحام في القدس
-
طلاب عرب في جامعة حيفا: هنالك فرصة تاريخية أمام تحصيل تمثيل عربي لائق في نقابة الطلاب
-
الشرطة: ضبط 3 عمال بدون تصاريح من جنين داخل سيارة بالقرب من عتليت
-
مصابان أحدهما بحالة خطيرة خلال شجار في نحف
-
مصابان اثر اصطدام سيارة بعامود في بيت جن
-
رئيس بلدية رهط : كانت انظارنا جميعا تتجه نحو إبرام صفقة تبادل وإعادة المختطفين أحياء
أرسل خبرا