عكا التي تأثرت بالحرب والتصعيد الذي رافقها منذ اليوم الأول، تدفع ضريبة اقتصادية للحرب، مع توقف السياحة الخارجية والتراجع الحاد باعداد الزوار للمدينة . ويأمل الاهالي بان يعود الهدوء والاستقرار الى ازقة وحارات المدينة العريقة وتعود الطمأنينة الى قلوب الناس مع سريان اتفاق وقف اطلاق النار.
يقول عضو الكنيست السابق الشيخ عباس زكور من عكا في بداية حديثه لموقع بانيت وقناة هلا معقبا على وقف اطلاق النار: " الفرح كبير في داخلي وكل إنسان ومواطن عربي أصيل يفرح لهذا الخبر. نتمنى من الله أن يكون هذا وقفًا لإطلاق النار على جميع الجبهات، لأن الحرب لن تأتي بالخير، بل جاءت بالدمار الكبير والمعاناة لجميع شعوب المنطقة. كما ألحق الدمار الاقتصادي بالبلاد، وخاصة في المناطق الشمالية، ومنها مدينة عكا التي تأثرت بشكل كبير بسبب هذه الحرب المدمرة".
ومضى قائلاً: " أصبحنا نعيش حالة من الخوف والرعب، حتى الأطفال بدأوا يفهمون مصطلحات الحرب. إضافة إلى صفارات الإنذار، كنا نرى الحزن الشديد يخيم على مدينة عكا، وأسواقها، ومساجدها. كان هناك تراجع كبير في كافة جوانب الحياة، بما في ذلك العلاقات الاجتماعية التي تضررت وتدمّرت. ورغم كل ذلك، نأمل أن تتبدل هذه الأحوال نحو الخير والبركة".
" تحدثنا مع جميع التجار لحثهم على فتح متاجرهم"
وأشار زكور الى "أن الناس ينتظرون تعويض الخسائر في جميع جوانب الحياة، بعد 14 شهراً من المعاناة التي عايشها الجميع من ألم وضجر وخوف وقلق، وضعف الإقبال التجاري على المدينة. اليوم، كانت هناك مبادرة من كبار البلد، حيث قمنا بجولة صباحية للتأكيد على أن الحرب في الشمال قد انتهت، ولإعلان أن عكا مفتوحة. تحدثنا مع جميع التجار لحثهم على فتح متاجرهم، ورفعنا صرخة لأهل بلدنا وللمناطق الأخرى بأن عكا جاهزة لاستقبالهم. عكا، كما تعود عليها الناس، ستكون قبلة للسياحة لأهل بلادنا ليتنعموا بمقدساتها، ومعالمها، وأسواقها. ويجب علينا كأهالي المدينة أن نكون عوناً لبعضنا البعض للحفاظ على عكا، هذه المدينة التاريخية".
"تعويض محلي وقطري"
وتابع قائلاً: "على بلدية عكا أن تتعامل مع جميع المصالح التجارية التي حصلت على دعم من وزارة المالية والضرائب، حيث كانوا يستحقون هذا الدعم في ظل الظروف التي مروا بها. من الضروري أن يتم إعفاؤهم من ضريبة الأرنونا، خاصة وأن المحلات كانت مغلقة لفترة طويلة. كما نطالب الوزارات المختصة والمسؤولة عن تعويض مناطق الشمال بأن تدرج عكا ضمن المناطق التي تم تعويضها، كما تم مع المناطق المجاورة، والتي عانت كثيراً بسبب الحرب. عكا كانت مدينة أشباح، ولم نرَ أحداً في الأيام العصيبة والخطيرة التي مررنا بها، وهو ما يستدعي تعويضاً على المستوى المحلي والقطري".