غالبًا ما يُشخص المرض من دون أعراض، ويكون قابلًا للعلاج والشفاء عند تشخيصه بمرحلة مُبكرة. اليكم مقابلة مع د. دانيئيل كايزمان حول سرطان البروستاتا.

ما هي البروستاتا؟
يشرح لنا د. كايزمان بقوله: "البروستاتا هي غُدة في الجهاز التناسلي الذكوري تقع تحت المثانة وتُحيط بالإحليل (القناة الناقلة للبول من المثانة إلى خارج الجسم). وظيفتها الأساسية هي إنتاج جزء من السائل المنويّ. بعد سن الخصوبة قد تُصبح البروستاتا مصدرًا لعدد من المشاكل، الأكثر شيوعًا منها ورم حميد، والأقل شيوعًا هو سرطان البروستاتا".
ويُضيف قائلًا: "سرطان البروستاتا هو الورم السرطاني الأكثر شيوعًا في صفوف الرجال بالعالم الغربي، يشمل اسرائيل. بين 1 إلى 9 وحتى 1 إلى 6 رجال سيُشخصّون خلال حياتهم بسرطان البروستاتا. يتم سنويًا تشخيص أكثر من 3000 حالة في البلاد".

ويوضح د. كايزمان أن العُمر والقصة العائلية في صفوف أفراد العائلة من الدرجة الأولى هي من بين عوامل الخطر للاصابة بالسرطان.

كيف يتم تشخيص المرض؟
"يتم تشخيص المرض في أحيان من دون أعراض، في أعقاب الكشف المُبكر بفحص دم لمستوى المؤشر PSA. في أحيان قد يتم تشخيص المرض في أعقاب الاشتكاء جراء استصعاب التبوّل على سبيل المثال، أو أعراض مرتبطة بالنقيليات أو الانبثاثات في المراحل المتقدمة للمرض، كالأوجاع بالعظام" كما يؤكد د. كايزمان. ويستطرد قائلًا "خلال عملية التشخيص ستُجرى فحوصات دم لمستوى الـPSA، فحص بالإصبع (لمس) للبروستاتا، وفي أحيان قد يُجرى تصوير بالرنين المغناطيسي MRI للبروستاتا، وفيما بعد ستُؤخذ عيّنة من البروستاتا للفحص الباثولوجيّ، وفي أحيان يُجرى فحص PSMA PET للتشخيص أو دحض المرض الابنثاثي".

ويوضح د. كايزمان، مُدير وحدة أورام المسالك البولية في قسم مُعالجة السرطانات بالمركز الطبي تل - أبيب على اسم سوراسكي (ايخيلوف)، أن النهج العلاجي يتعلق في مرحلة تشخيص الورم، أي إذا ما اكتشف الورم بمرحلة مُبكرة خالية من الانبثاثات مقارنة بورم يُكتشف بمرحلة متقدمة مع انبثاثات.

"النهج المتبع لعلاج الورم في مرحلة مُبكرة خالية من الانبثاثات مرتبطة بتقييم درجة خطورة تطوير الانبثاثات مستقبلًا. يتم تقييم درجة الخطورة عبر عدد من المعايير يشمل مستوى الـPSA، مُعطيات الفحص الجسماني وفحوصات تصويرية مثل تصوير الرنين المغناطيسي MRI للبروستاتا وفحص PET PSMA، ونتائج الباثولوجيا عند أخذ عيّنة. يمكن اقتراح المراجعة الفعّالة (من دون علاج بالبداية) أو العلاج عند درجة خطورة منخفضة. من حيث المُراجعة الفعّالة يدور الحديث عن مُراجعة مرة كل نصف سنة لفحص PSA بالدم، وبعد سنة نُكرر فحص العيّنة من البروستاتا، وفي أحيان حتى قبل تشريح العيّنة نُكرر فحص التصوير بالرنين المغناطيسي MRI للبروستاتا، بهدف تقييم اذا ما كان الورم قد غيّر من مواصفاته".

من حيث العلاج، يُشدد د. كايزمان إلى أن "الاحتمالات الشائعة هي الإشعاع مع أو بدون علاج هورمونيّ، أو العملية الجراحية. في بعض الأحيان قد يتم علاج الورم بعلاج موضعيّ. عند الحديث عن ورم بدرجة خطورة أعلى، سيُقترح على الأرجح العلاج بالاشعاع مع أو بدون علاج هورموني، أو عملية جراحية. أحدث اليوم تقدّم مُعتبر في طُرق العلاج. تُجرى مُعظم العمليات بواسطة روبوت آلي، وتتسّم العلاجات الاشعاعية بالتخطيط الحرص، وفي أحيان المُعتمد على التصوير بالرنين المغناطيسيّ MRI، ليكون العلاج أكثر أمانًا. في أحيان قد يتم دمج الاشعاع والعلاج الهورمونيّ بهدف تقليل مستوى الهورمون الرجولي تستوستورون الضالع في العملية الورمية".

ويُشدد د. كايزمان أن نهج علاج سرطان البروستاتا الانبثاثية تشمل في المرحلة الأولى علاجًا هورمونيًا لتقليل مستوى التستوستورون بواسطة حُقن في الغالب، كما أنه "في أحيان قد نُضيف لهذا العلاج علاجًا هرومونيًا متقدمًا بالعقاقير الدوائية، وقد نستعين لبعض المرضى بالعلاج الكيميائي من نوع تكسوتر".

"عند المرضى مع نطاق مرض انبثاثي محدود قد يُدرس في أحيان أيضًا العلاج الاشعاعيّ. في الغالب، يكون الورم حساسًا لهذه العلاجات ويُشهد رد فعلّ متواصل. إلا أنه، في الغالب قد يُشهد بعد بضع سنوات تقدمًا للمرض رغم هذا العلاج الأوليّ. في العقد الأخير أحدث فهم أكبر للآليات المرتبطة بهذه العملية الورمية، ونتيجة لذلك توسيع مُعتبر لآفاق العلاج أيضًا في هذه المرحلة التي قد اعتاد فيها الورم للعلاج الأوليّ. في هذه الحالة تتوفر اليوم باقة من العلاجات، والعديد من المُعالَجين يبقون على قيد الحياة لسنوات أطول".

ويُشدد دكتور كايزمان على أن التحدي الذي يواجهه المُعالِجين في المجال "ليس انعدام وجود العلاجات، بل كيفية اختيار العلاج الأنسب بالوقت المناسب للمريض المناسب، من بين شتى العلاجات المتوّفرة، وملاءَمتها للمريض".
اضغط هنا للتفاصيل

العلاجات المتوّفرة في هذه الحالة تشمل:
1- علاجات هورمونية متقدمة.
2- علاجات بيولوجية للمرضى المُشخصة لديهم طفرة مُعيّنة ومناسبة في الورم.
3- علاجات إشعاعية وريدية (رديولجند)
4- العلاج الكيميائيّ.
5- تجري في البلاد والعالم أبحاث سريرية عديدة تختبر مناهج وطرق علاجية حديثة.

"لأجل محاولة وشخصنة العلاج، قد نستخدم أحيانًا في المرحلة المتقدمة وفي المرحلة الانبثاثية فحوصات جينية مُختلفة لنسيج الورم".

ما هو مدى خطورة سرطان البروستاتا وما هي احتمالات الشفاء؟
يؤكد د. كتايزمان "يسعدنا أنه يتم تشخيص مُعظم الحالات في مرحلة مُبكرة، حينما يكون الورم قابلًا للعلاج في أغلب الحالات. رغم أنه حتى في المرحلة الانبثاثية، التي تتطوّر في قلة من المرضى، لا يمكن غالبًا إشفاء المريض، إلا أنه حتى في هذه المرحلة المرضية المُتقدمة، ونتيجة متنوّع العلاجات الحديثة، يبقى المرضى على قيد الحياة مطوّلًا ولفترات آخذة بالتحسّن والازدياد بمرور الوقت".

هل يمكن إدارة روتين حياة عادي؟ هل هذا يؤثر على الأداء الجنسي؟
ردًا على هذا السؤال، يؤكد د. كايزمان "يعيش مُعظم المرضى بجودة حياة جيّدة نسبيًا ولفترات طويلة، رغم تشخيص سرطان البروستاتا ورغم العلاجات. علاجات سرطان البروستاتا قد تضّر الأداء الجنسي لدى بعض المرضى".

د. دانيئيل كايزمان، مُدير وحدة أورام المسالك البولية في قسم مُعالجة السرطانات بالمركز الطبي تل - أبيب على اسم سوراسكي (ايخيلوف) 
اضغط هنا للتفاصيل

مُقدم كخدمة للجمهور من قبل أستليس فارما انترناشيونال بي.في (من دون تدخل بالمضامين)

panet@panet.co.ilاستعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال ملاحظات لـ