logo

‘المحبّة‘ - قصة للأطفال بقلم : زهير دعيم

28-12-2024 21:21:34 اخر تحديث: 04-01-2025 20:36:35

اعتاد الحَمَل نور ومنذ أن اخضرّت الأعشاب وأزهرت الرّياحين ؛ أن يقوم بجولة قصيرة تحتَ نظر ومرأى من أُمّه الغنمة " محبّة " . وفي أحد الأيام وعندما عاد، رأت أُمّه الدّموع في عينيه ، فعانقته ومسحت دموعة قائلةً :

زهير دعيم - صورة شخصية

ما بك يا صغيري ، لماذا الدّموع في عينيْكَ الجميلتيْن ؟

تنهّد الحَمَل نور وأجاب :

إنّه الجدي أسمر جارنا يا أُمّاه ، فقد اعترض طريقي في هذا المساء ايضًا ، وأخذ يسبّني ويشتمكِ ويهزأ بي دون سبب .

ضحكت الغنمة محبّة وقالت : لا بأس يا صغيري ، إنّه صغير لا يفهم ، دعنا نُصلي من أجله حتى يرحمه الله ويُهذّبَ أخلاقه .

   ركعت الأم محبّة وركع الى جانبها الحَمَل الصّغير ، ورفعا صلاةً حارّةً الى الله لكي يرحمَ الجديَ " أسمر " ويُحسّن أخلاقه .

     نام الحَمَلُ وأُمُّه في تلك الليلة نومًا هادئًا .

وفي صباح اليوم التالي ، وبعد أن طبعتِ الغنمة قُبلةً على جبين صغيرها النائم ، تركت المغارة متوجهةً نحو الحقول الخضراء،

وإذا بها تصادف الجديَ " أسمر " يقفز ويركض خلف الفراشات المُلوّنة ، فلمّا رآها خجِلَ وأخذ يركض هاربًا ، فنادته الغنمة " محبّة" بثغاء جميل وقالت : ولدي أسمر مالك تهرب !!

أنا أحبّك ، وكذلك صغيري نور ، انّه ينتظركَ في المغارة القريبة من الجدول ، اذهب إليه بعد أن تستأذن امّك لتلعب معه ، وسأحضر لكما عند الظهر وجبة جميلة من الأعشاب الطريّة.

وقف أسمر وقال وهو يتلعثم : أنا آسف يا امّاه عمّا بدَرَ منّي بالأمس وقبله ، فقد أخطأت بحقِّك وبحقّ أخي نور ..سامحيني ،

سأذهبُ اليْه بعد أن استأذن أُمّي.

ضحكت الغنمة " محبّة " وقبّلت الجديَ بين عينيْه .

وفي ساعات الظّهيرة ، عادت الغنمة لتجد حَمَلها والجدي " أسمر" يركضانِ خلفَ الفراشاتِ المُلوّنة وعلى وجهيهما البسمات .

فرفعت عينيها نحو السماء وفي عينيها دمعة.