في زمن الحرب.. كيف يمكن الحفاظ على توازن الأسرة؟ د. ميسون أبو الهيجاء من طمرة تقدّم نصائح عملية من تجربتها
تعبث الاوضاع الدائرة في البلاد والضغوطات الكثيرة بأفراد الأسرة، من الزوجين والوالدين والأولاد فرادى أو جماعة، وفي سيرورة الحياة الأسرية ومسؤولياتها.
د. ميسون ابو الهيجاء تتحدث عن الاستقرار والتوافق الأسري وحل المشاكل الأسرية
وللحديث اكثر عن هذا الموضوع ، استضافت قناة هلا المستشارة الأسرية الموجهة ومعالجة التأتأة الدكتورة ميسون ابو الهيجاء من طمرة .
وأوضحت د. ميسون أبو الهيجاء، في مستهل حديثها لموقع بانيت وقناة هلا، أن "التأتأة ظاهرة تظهر في الكلام من خلال تكرار صوت معين، مقطع، أو حتى كلمة بأكملها. كما قد تكون مصحوبة بشدّ في الصوت عند بدء الحديث". تقول د. أبو الهيجاء: "هناك أنواع مختلفة من التأتأة، وتختلف من شخص إلى آخر. في العلاج، نعتمد على توجهات متعددة، مثل تقنيات التنفس التي تساعد الشخص على تنظيم النفس والكلام بشكل متوازن، بالإضافة إلى علاجات ديناميكية تركز على الجانب النفسي. أنا أدمج بين هذه التوجهات، وأضيف أدوات من المجال الروحي، مثل الإصغاء العميق واستثمار الموارد النفسية للشخص لتجاوز المواقف التي تسبّب التأتأة وتعزيز الحصانة النفسية لديه".
ومضت قائلة: "العلاج الذي أتبعه شامل يأخذ بعين الاعتبار الحالة الفردية لكل شخص، على سبيل المثال، عندما يكون الطفل هو من يعاني من التأتأة، أعمل على تعزيز العلاقة الوالدية، خاصة في الأعمار الصغيرة حتى سن السابعة. أحيانًا تكون التأتأة نتيجة لغياب السيطرة الداخلية لدى الطفل، ما يؤدي إلى ظهور مشكلات أخرى مثل السلوكيات غير المنضبطة أو التبول اللاإرادي. لذا، أحرص على فحص الجوانب العميقة التي قد تكون خلف هذه الظاهرة والعمل على معالجتها بتوجه أسري شامل".
"الأطفال لا يطبّقون التقنيات العلاجية خارج غرفة العلاج"
وأضافت: "لاحظت من خلال تجربتي أن الكثير من الأطفال لا يطبّقون التقنيات العلاجية خارج غرفة العلاج، مما دفعني للبحث في الأسباب الأعمق للتأتأة. في كثير من الأحيان، يكون السبب عاطفيًا، ولهذا أعمل على إدارة مشاعر الخوف والتوتر لدى الطفل".
"مشروع عيلة رايقة هو مبادرة أكاديمية إلكترونية موجهة للأهل"
وعن مبادرتها "عيلة رايقة"، أوضحت د. أبو الهيجاء: "مشروع عيلة رايقة هو مبادرة أكاديمية إلكترونية موجهة للأهل، تشمل دورات ومرافقة عن بُعد. بدأت هذه المبادرة منذ حوالي سبع سنوات بعدما لاحظت صعوبة وصول بعض الأهالي إلى المعالج في أوقات معينة. اخترت اسم "عيلة رايقة" لأنني أؤمن بأن توازن الأسرة مهم لتحقيق الأطفال لذواتهم. غالبًا، عندما يكون الطفل متوازنًا نفسيًا وعلاقته بأسرته جيدة، يستطيع استغلال مهاراته الكامنة".
"في فترة الحرب، تأثرت الأسر بشكل كبير"
وأشارت د. ميسون أبو الهيجاء الى "أنه في فترة الحرب، تأثرت الأسر بشكل كبير، حيث أصبحت العلاقات غير متوازنة كما ينبغي، مما زاد من التحديات. لاحظت في جلسات العلاج أن أبرز المشاكل كانت الخوف وفقدان السيطرة، مما يجعل المرافقة النفسية والروحية أمرًا ضروريًا". وأضافت: "أستخدم العديد من الأدوات العلاجية، مثل طرح أسئلة تساعد الشخص على اكتشاف نفسه وإدارة مشاعره بشكل أفضل. دورنا كأهل كبير جدًا، فعندما نكون متوازنين نفسيًا، ينعكس ذلك إيجابيًا على أطفالنا، خاصة في المراحل العمرية الصغيرة. الوعي بمشاعرنا يمكننا من مساعدة أبنائنا بشكل أفضل".
إدارة الضغوط النفسية
وحول إدارة الضغوط النفسية في ظل الازمات الاسرية، قال د. أبو الهيجاء: "في ظل الأزمات الأسرية، سواء كانت نفسية أو مادية، يكون من السهل الوقوع في دائرة من التوتر والقلق بسبب الضغوط الكبيرة التي نتعرض لها. غالبًا ما تؤدي هذه الضغوط إلى ردود أفعال لا شعورية قد تزيد الوضع سوءًا. لذلك، من الضروري أن نأخذ لحظة للتوقف والتنفس بعمق، وأن ندرك أهمية مواجهة مشاعرنا وفهمها كخطوة أولى للتمكن من التفكير بشكل أكثر وضوحًا وإيجاد الحلول المناسبة".
وتابعت قائلة: "أولى خطوات إدارة الضغوط تبدأ بالوعي الذاتي. علينا أن نكون مدركين لما نشعر به وما نمر به. هذا الوعي يساعدنا على فهم أنفسنا وتصرفاتنا، وهو أمر بالغ الأهمية خاصةً كأهل، حيث تتأثر تصرفاتنا بسلوكياتنا تجاه أطفالنا. يجب أن يكون هناك تواصل مع الذات لمراجعة طريقة استجابتنا للمواقف الصعبة، مما يمكننا من تحديد المسار الذي نسير فيه وإجراء التعديلات اللازمة إذا لزم الأمر".
وأضافت: "على مستوى الأسرة، من المهم أن نتبنى نهجًا مشتركًا لمواجهة الأزمات. في كثير من الأحيان، يحاول الأهل مواجهة المشاكل بمفردهم، معتقدين أنهم يحمون أطفالهم بذلك. ولكن على العكس، هذا النهج قد يؤدي إلى شعور الأطفال بالعزلة أو التوتر غير المبرر. من الأفضل وضع الأمور على الطاولة والتحدث مع الأطفال عن الأزمة بشكل يتناسب مع مستوى فهمهم وعمرهم. هذا يساعدهم على الشعور بالثقة والأمان بدلاً من القلق من المجهول".
الملاءمة بين التوقعات والواقع
وشددت د. أبو الهيجاء على "أنه من المهم أيضًا أن يعي الأهل ضرورة ملاءمة توقعاتهم مع قدرات أطفالهم. خلال الأزمات، قد تكون هناك حاجة لإعادة تقييم الأولويات وتعديل التوقعات بما يناسب الوضع الحالي. على سبيل المثال، إذا كانت العائلة تمر بظروف مالية صعبة، يمكن للأهل شرح الوضع بطريقة بسيطة ومطمئنة للأطفال، مع التركيز على التعاون كأسرة واحدة لتجاوز الأزمة".
من هنا وهناك
-
الاخصائية لورين خاسكية تتحدث عن التجميل وتدريب البشرة
-
الشرطة : ضبط سلاح غير قانوني ومخازن ذخيرة ومخدرات في ام الفحم
-
النائب وليد الهواشلة: ‘لا سبيل لإعادة المختطفين أحياء عبر الحرب التدمير والتهجير‘
-
مركز الشبيبة نعوريم في البقيعة ينظم فعاليات تهدف ‘للتمسك بالجذور وترسيخ الهوية‘
-
اعتقال شاب من رام الله بحوزته أدوات اقتحام في القدس
-
طلاب عرب في جامعة حيفا: هنالك فرصة تاريخية أمام تحصيل تمثيل عربي لائق في نقابة الطلاب
-
الشرطة: ضبط 3 عمال بدون تصاريح من جنين داخل سيارة بالقرب من عتليت
-
مصابان أحدهما بحالة خطيرة خلال شجار في نحف
-
مصابان اثر اصطدام سيارة بعامود في بيت جن
-
رئيس بلدية رهط : كانت انظارنا جميعا تتجه نحو إبرام صفقة تبادل وإعادة المختطفين أحياء
أرسل خبرا