الصورة من كاتب القصة محمد أنقر
ومن ذلك، أنّ أبا إسلام اعتاد كلّ صباح يوم سبت، هو واحفاده، تناول الإفطار المكوّن من طبق الحمّص وتوابعه. ولذلك يقصد أبو إسلام مطعمه المفضّل. حيث يكتظّ الناس منتظريندورهم. لكنّ ذلك لا يعيقه في شيء. فحالما يدخل المكان، يصوّب نظره إلى البائعين ويحيّهم بصوته الجهوريّ، ثمّ يطلب غرضه كأنّ الدور دوره. بعد ذلك ينظر إلى طابور المصطفّين، ولا بدّ أن يعرف الكثيرين منهم، والكثيرون يعرفونه، فيلقي السلام إليهم، ويسأل عن حالهم، ولا ينسى خلال حديثه أن يكرّر طلبه إلى البائعين. وهكذا يظلّ يقرع آذان الحاضرين بصوته المجلجل، إلى أن يأخذ غرضه خلال لحظات قليلة.
ولا ينسى أبو إسلام قبل مغادرته، لفت نظر صاحب المطعم إلى وجود أولاد ينتظرون دورهم. وهم قصار القامة، وتصعب رؤيتهم، ومن غير الجائز تجاهلهم!
محمد انقر - صورة شخصية