الغزال الأسمر - قصة للاطفال بقلم : زهير دعيم
مرَّ على بداية السنة الدراسية أكثر من شهرين ، وفي أحد الأيام، جاء طالب جديد إلى صفّنا ، جاءَنا من مدينة ساحلية ، فلفت الأنظار منذ الوهلة الأولى ، وانصبّت الأعين عليه ، فانكمش المسكين في مقعده وصمت .
زهير دعيم - صورة شخصية
ماذا يريدون منّي ، ما هذه النظرات اللحوحة ؟ لماذا أنا ؟ فأنا بشر ، لي فم وانف وعينان تمامًا مثلهم. قال في نفسه .
ورحّب المعلّم بالطالب الجديد ، وظلّت النظرات هي النظرات ، حتى أننا نسينا موضوع الدّرس ، وأضحى عدنان موضوعنا الشّاغل !!.
آه..نسيت أن أخبركم أنّ عدنان هذا أسمر البشرة بل داكنها ، غليظ الشفتين .
ويا ليت الأمر انتهى عند حدّ صفّنا ، لهانَ الأمر ، فما كاد المِسكين يخرج إلى السّاحة في أوّل فرصة ، حتّى تجمهر كل طلاب المدرسة حوله ، فهذا يُحيّيه ، وتلك تتفحّصه بعينيها الثاقبتين، وذاك يلمسه .
وفزع الطفل ، وأخذ يبكي ويركض كالمجنون ، والطلاب في أثره، لا يريدونه أن يهرب ، يريدونه أن يبقى "فُرجة " . وتدخّل المعلمون ولكن دون كثير جدوى . ومرّ اليوم الأول على عدنان طويلا وبطيئًاً .
وجاء اليوم التالي ، وجاءت معه المباراة السنوية المُرتقبة مع المدرسة التوأم في البلدة ، مباراة في كرة القدم ، مباراة هامّة ، فإننا نريد أن نستردّ من خلالها هيبتنا المهدورة ، فقد خسرنا أمامهم في السنة الماضية بثلاثة أهداف نظيفة ، ولن ندع الاهانة تعود.
وأحاط طلاب المدرسة والمدرسة الأخرى بالملعب، وابتدأت المباراة في جوّ بهيج مليء بالألوان والتشجيع والتصفيق ..
ولم تمضِ سوى دقائق معدودات حتى صفّر الحكم معلنًا الهدف الأول للضيوف ، ثم نزل الهدف الثاني كالصاعقة على رؤوسنا ، فساد صمت طويل ، وتأكّد لنا أننا في الطريق إلى هزيمة جديدة ، وربما تكون أشدّ قسوة . وانتهى الشّوط الأول بهذه النتيجة .
وبين الشّوطين توجّه عدنان إياه لمعلم الرياضة ، ورجاه أن يعطيَه الفرصة ، فانه يُجيد فنون اللُّعبة ، فلطالما لعب وتمرّن على رمال شاطئ البحر .
تردّد المعلم في البداية ، ولكنه وافق أخيراً ، قائلاً في نفسه : لعلَّ وعسى .
ونزل عدنان إلى ارض الملعب ، والطلاب تأخذهم الدهشة ، ماذا سيفعل هذا الأسمر ...الأسود ...الكوشي !! تساءل الطلاب .
وجاء الجواب سريعًا ، فها هو يتحكّم بالكرة ويُمرّر ويستقبل بمهارة فائقة ، ثمّ يسدّد ويسجّل الهدف الأول لمدرستنا ، فيطير في الهواء ، ثمَّ " يتشقلب " وسط التصفيق الحارّ .
"الله..الله عليك يا غزال" ..صرخ طلاب مدرستنا ، ثم ما لبث أن سجَّلَ الهدف الثاني ، فالثالث...ثلاثة أهداف للغزال الأسمر ، فيُحمل على الأكتاف والصراخ يملأ أجواء المدرسة : " عاش عدنان ، عاش بطل المدرسة ".
وفي اليوم التالي ، تراكضنا جميعنا ، نحن طلاب الصّف لنحظى بفرصة الجلوس إلى جانب عدنان!!
من هنا وهناك
-
‘يا فرحة ما تمّت‘ - بقلم : حسن عبادي
-
‘ أَعِيشُ العُمْرَ مَعْ حُبِّي لله ‘ - بقلم : كمال ابراهيم
-
صور رائعة للسماء من الجولان بعدسة رحاب ابراهيم من مجدل شمس
-
‘مبروك للشعب السوري‘ - بقلم : كمال إبراهيم
-
‘ أسْألُ الله ‘ - بقلم : كمال إبراهيم
-
موشحات لِعيد الميلاد ‘الرحمة نِزْلَت في الميلاد‘ - بقلم: أسماء طنوس – المكر
-
قصيدة ‘البئر المهجورة‘ ليوسف الخال والأدب العلاجي - بقلم : د. غزال أبو ريا
-
قصة قصيرة بعنوان ‘سفر بلا هدف‘ - بقلم: الكاتبة اسماء الياس
-
قصة ‘العدالة لا بد ان تصحو يوما‘ - بقلم: الكاتبة اسماء الياس من البعنة
-
ناجي ظاهر يواجه ‘ضبع صرطبة‘: مخاوف اللاجئ في وطنه وذكرياته
أرسل خبرا