بلدان
فئات

15.03.2025

16:36
‘جوِّزني يا سيدي‘ .. بالفيديو : الجد من قلنسوة يبكي بحرقة بعد مصرع حفيده الذي قضى بحادث سقوط الشاحنة : ‘مش رح أشوفك عريس يا سيدي‘
16:16
حوالي 100 ألف شخص يقضون عطلة نهاية الأسبوع في أحضان الطبيعة
14:32
مصادر فلسطينية : استشهاد 8 فلسطينيين منهم صحافيان جراء استهدافهم من مسيّرة في بيت لاهيا
13:58
كانت تزحف على أقلّ من مهلها.. مواطن من الطيبة يعثر على أفعى على أطراف المدينة خلال جولة قبل الإفطار
21:58
الجيش الاسرائيلي: اعتقال عشرات المطلوبين وضبط كميات كبيرة من الوسائل القتالية في الضفة
21:09
البيت الأبيض يسحب ترشيح بولر لمنصب المبعوث الخاص بشؤون الرهائن
21:05
الأوقاف الاسلامية: 90 ألفا يؤدون صلاتيْ العشاء والتراويح في رحاب المسجد الأقصى
20:41
مصادر اعلامية : أمريكا تشن هجوما جوبا وبحريا على الحوثيين في اليمن
19:34
‘رمضان في بلدي‘ يتجول في سخنين ويرصد أجواء الشهر الفضيل
19:00
شاب بحالة خطيرة إثر انقلاب تراكتورون في منطقة مفتوحة قرب دبورية
18:58
شاب بحالة خطيرة اثر حادث طرق بين سيارتين قرب كابول
18:53
نصيحة: تريدون ان تعلنوا في قناة هلا ممكن ايضا باسعار خاصة بمناسبة حلول شهر رمضان وقرب حلول عيد الفطر السعيد ، اتصلوا الى واتس 0505121251 اتركوا رسالة ونحن نعود اليكم بالسرعة الممكنة
18:53
قائد القيادة المركزية في الجيش الاسرائيلي يجري تقييما للوضع خلال شهر رمضان
18:40
مصادر لبنانية: ‘شهيد ومصاب اثر استهداف مسيّرة إسرائيلية سيارة في جنوب لبنان‘ - الجيش الاسرائيلي: ‘قصفنا مسلحا لحزب الله‘
18:29
تابعوا : الحلقة الخامسة عشر من برنامج ‘ نفحات رمضانية ‘
18:29
رئيس الامارات يهنئ رئيس وزراء كندا الجديد
17:52
مصاب بحادث عنف في الطيرة
17:13
فوز خارجي لابناء باقة على شباب حيفا ينعش الامال بالمنافسة في قمة اللائحة
17:04
العثور على رجل بحالة خطيرة ملقى على الأرض في حيفا
16:36
نصيحة: تريدون ان تعلنوا في قناة هلا ممكن ايضا باسعار خاصة بمناسبة حلول شهر رمضان وقرب حلول عيد الفطر السعيد ، اتصلوا الى واتس 0505121251 اتركوا رسالة ونحن نعود اليكم بالسرعة الممكنة
16:36
‘جوِّزني يا سيدي‘ .. بالفيديو : الجد من قلنسوة يبكي بحرقة بعد مصرع حفيده الذي قضى بحادث سقوط الشاحنة : ‘مش رح أشوفك عريس يا سيدي‘
16:16
حوالي 100 ألف شخص يقضون عطلة نهاية الأسبوع في أحضان الطبيعة
14:32
مصادر فلسطينية : استشهاد 8 فلسطينيين منهم صحافيان جراء استهدافهم من مسيّرة في بيت لاهيا
13:58
كانت تزحف على أقلّ من مهلها.. مواطن من الطيبة يعثر على أفعى على أطراف المدينة خلال جولة قبل الإفطار
21:58
الجيش الاسرائيلي: اعتقال عشرات المطلوبين وضبط كميات كبيرة من الوسائل القتالية في الضفة
21:09
البيت الأبيض يسحب ترشيح بولر لمنصب المبعوث الخاص بشؤون الرهائن
21:05
الأوقاف الاسلامية: 90 ألفا يؤدون صلاتيْ العشاء والتراويح في رحاب المسجد الأقصى
20:41
مصادر اعلامية : أمريكا تشن هجوما جوبا وبحريا على الحوثيين في اليمن
أسعار العملات
دينار اردني 5.15
جنيه مصري 0.07
ج. استرليني 4.73
فرنك سويسري 4.14
كيتر سويدي 0.36
يورو 3.97
ليرة تركية 0.11
ريال سعودي 0.98
كيتر نرويجي 0.34
كيتر دنماركي 0.53
دولار كندي 2.54
10 ليرات لبنانية 0
100 ين ياباني 2.47
دولار امريكي 3.65
درهم اماراتي / شيكل 1
ملاحظة: سعر العملة بالشيقل -
اخر تحديث 2025-03-15
اسعار العملات - البنك التجاري الفلسطيني
دولار أمريكي / شيكل 3.64
دينار أردني / شيكل 5.13
دولار أمريكي / دينار أردني 0.71
يورو / شيكل 3.94
دولار أمريكي / يورو 1.1
جنيه إسترليني / دولار أمريكي 1.31
فرنك سويسري / شيكل 4.14
دولار أمريكي / فرنك سويسري 0.88
اخر تحديث 2025-03-10
زوايا الموقع
أبراج
أخبار محلية
بانيت توعية
اقتصاد
سيارات
تكنولوجيا
قناة هلا
فن
كوكتيل
شوبينج
وفيات
مفقودات
مقالات
حالة الطقس

مقال: ‘وفي السياسة أيضًا، من الحبّ ما قتل‘ - بقلم : المحامي زكي كمال

بقلم: المحامي زكي كمال
21-02-2025 12:21:33 اخر تحديث: 27-02-2025 07:54:00

واثقًا من أن خطاب الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب، أو كلمته المطوَّلة، في ختام لقائه رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو، في البيت البيض قبل أسبوعين ونصف، لم يكن، ولن يكون أبدًا واحدًا من تلك الخطابات

المحامي زكي كمال

التي لن ينساها التاريخ، ولن تنساها البشريّة، ومنها وفق المؤرخّين، خطاب مارتن لوثر كينج، وقوله عندي حلم. وخطاب استقالة الرئيس الأمريكيّ جورج واشنطن عام 1783، وخطاب ونستون تشرتشل عام 1940، خلال الحرب العالميّة الثانية، وعلى وقع اقتراب الجيش الألمانيّ من حدود بريطانيا، ونلسون مانديلا بعد انتخابه رئيسًا لجنوب أفريقيا عام 1994 بعد نهاية عهد الأبارتهايد وقوله ان وقت مداواة الجروح قد حان، وجون كينيدي أصغر رئيس للولايات المتحدة عام 1961وعبارته "لا تسأل ماذا يمكن أن يقدّم لك بلدك. اسأل ماذا يمكن أن تقدّمه لبلدك"، والمهاتما غاندي عام 1942داعيًا بريطانيا إلى مغادرة الهند، وخطاب جمال عبد الناصر عام 1956 وتأميم قناة السويس، ونيكيتا خروتشوف عام 1956 الذي انتقد فيه عبادة الزعماء. وواثقًا من أن نتائج هذا اللقاء لن تكون كما أرادها ترامب، والأسباب لاحقًا، كما أنها حتمًا لن تكون كما يريدها نتنياهو، فإن اللقاء يشكّل علامة فارقة في أمرين أولهما أنه الدليل الساطع على ظاهرة، تتفاوت حولها المواقف والآراء، وهي ظاهرة سيطرة القادة النرجسيّين بصفاتهم الخاصّة والمميّزة، على مقاليد السلطة في عدد من دول العالم، وفي مقدّمتها الولايات المتحدة، والتي توقّعها باحثون وخبراء في مجالات السياسة والتاريخ، ومنهم المؤرخ كريستوفر لاش، الذي توقَّع في كتابه المعروف :"الثقافة النرجسيّة: الحياة الأمريكيّة في عصر تتضاءل فيه التوقّعات"، الذي نُشِرَ عام 1979، أنَّ انتشار الصفات النرجسيّة بين أفراد الإدارة العُليا، وانتشار نهج القيادة النرجسيّة أصبح مسألة وقت، ملمّحًا إلى صفة خاصّة وبارزة لدى القائد النرجسيّ وهي إحساسه غير المبرّر بأنَّه أفضل من الآخرين، وأنه الأفضل والأكثر قدرة وربما الوحيد على إدارة شؤون البلاد، وهي حالة يمثّلها دونالد ترامب خاصّة، وأكثر من غيره في الولايات المتحدة وزعماء يعتبرهم من مقرّبيه ومنهم الرئيس الأرجنتينيّ الحالي خافيير ميلي، وقبله الرئيس البرازيليّ السابق جايير بولسينارو، وفي إسرائيل رئيس الوزراء الحاليّ بنيامين نتنياهو، شريك ترامب في اللقاء المذكور الذي يعتبر نفسه، ويعتبره مؤيّدوه رغم كلّ ما حدث، ورغم السابع من أكتوبر عام 2023، حامي حمى إسرائيل والوحيد القادر على ضمان أمنها ومواجهة إيران، أما الأمر الثاني فيمكن عنونته بالقول الشهير للأصمعيّ أن من الحبّ ما قتل، ومعناه أن الإكثار بشكل غير منطقيّ في شيء والمبالغة المفرطة فيه قد تؤدّي إلى نتائج معاكسة ومناقضة لما أراده صاحبه أو أصحابه.

لم تكن تصرّفات ترامب خلال المؤتمر الصحفيّ إلا التعبير المفرط عن صفات القائد النرجسيّ، والذي يشتهر وفق عالم النفس سيجموند فرويد بالشعور المفرط، بل الخطير بالأهميّة الذاتيّة وإيهام النفس والذات وربما الغير بقدرته المضمونة على تحقيق النجاح التامّ، حتى لو كان ذلك في قضايا فشل فيها آخرون، وتبدو غير واقعيّة وغير منطقيّة، ولو كانت لا تعني التغيير التامّ فحسب، بل إنها تعني زعزعة أركان المعمورة وتغيير قواعد اللعبة السياسيّة من طرف واحد، دون اكتراث بردود الغير ومواقفهم، أو بوجودهم، وهذا ما انعكس في إعلان ترامب عن تهجير الفلسطينيّين من غزة من جهة، دون سؤالهم واتّخاذ قرار بدلًا منهم، وأنهم لن يعودوا إلى ديارهم، بل إلى مكان يريده ترامب، وتصريحاته أو "ترشيحه"، بل إعلانه الصارم أن مصر والأردن سيوافقان على استيعابهم، وهذا دون سؤال الدولتين، بل قبل موافقتهما. فهو يتخذ القرارات بدلًا عنهما، كما يميلون إلى الدخول في المصاعب والنزاعات ويغيّرون مساعديهم بسرعة، ولا يهتمّون بالإشارة إلى فضل الآخرين عند تحقيق الانتصارات الكبيرة والصغيرة (الحديث بلغة أنا وأنا وأنا)، وتقلبهم الشديد وغضبهم، بل شعورهم بالرغبة في الانتقام ممّن يشير إلى كونهم على خطأ أو يعارضهم، وهذا ما انعكس في تصريحات ترامب حول المساعدات الماليّة الكبيرة التي تقدّمها الولايات المتحدة إلى مصر والأردن، واللبيب من الإشارة (الحديث عن الدعم الماليّ) يفهم (تلميحه إلى عقاب ممكن لهما)، دون أن يتوقّف عند ذلك، بل إنه كان لإسرائيل أيضًا "من طيّبات ترامب نصيب" قرّر بدلًا منها أنها سوف تسلمه قطاع غزة، وأنها ستفعل ذلك، دون أن تساهم الولايات المتحدة عسكريًّا بشكل مباشر في ذلك، أي أن إسرائيل ستضمن عبر جيشها وجنودها واحتمال إصابتهم ومقتلهم، نقل القطاع إلى السيطرة الأمريكيّة، لتقيم عليه المشاريع العقاريّة. وهو ما كان تكرارًا لخطوة سبقتهـا وهي اتّخاذ القرار بدلًا من إسرائيل بوقف إطلاق النار وصفقة تبادل الرهائن، وما كان بعدها من إعلام ستيف ويتكوف المبعوث إلى الشرق الأوسط الأسبوع الماضي أن المفاوضات حول المرحلة الثانية من صفقة تبادل الرهائن قد بدأت وإعلانه هذا الأسبوع أنها سوف تتمّ، خلافًا لما أعلنه مكتب رئيس الوزراء نتنياهو، ولما قرّره المجلس الوزاريّ المصغّر مساء الإثنين الأخير.. وكلّها قرارات يتّخذها ترامب دون استشارة أحد، ودون اعتبار لمواقف نتنياهو، فهو يعرف الوضع أكثر من غيره، حتى لو كانوا من أهل مكّة.

ولا يختلف الحال عن الحديث عن بنيامين نتنياهو، وهو يمتلك من صفات النرجسيّة ما يجعله يؤمن بكل جوارحه أنه الأفضل، وأنه الوحيد الذي يضمن بقاء إسرائيل وتحقيق النصر المطلق على كافّة الجبهات في غزة والشمال وايران، وأن معارضيه نسوا معنى الانتماء للشعب اليهوديّ، أو أنهم يضرّون بمصالح إسرائيل الأمنيّة الدقيقة والوجوديّة، وأنه الوحيد المخلص لدولته، وبالتالي لا يمكن اتهامه بأي تهم جنائيّة، ويحقّ له كل شيء بما في ذلك وجود علاقات مباشرة لأقرب مساعديه ومقرّبيه مع دولة قطر التي وصفها هو أنها دولة معادية تدعم الإرهاب وتموِّل "حماس"، وهو التمويل الذي طلبه هو، لكنه كباقي القادة والقياديين وحتى الإداريّين النرجسيّين لا يعترف بالأخطاء، بل يحمِّلها لغيره ويتباهى بالإنجازات حتى لو حقّقها غيره، ويفكّر في مصلحته فقط دون غيره، ويتعامل بتعالٍ وفوقية ويعتبر ما يخدمه أمرًا إيجابيًّا ويحاول إقناع الغير أنه لمصلحتهم، وهذا ما برز خلال خطاب نتنياهو في الكنيست بعد عودته من واشنطن، إذ وصف اللقاء بأنه تاريخيّ وأسطوريّ، وأنه أفضل من كافّة اللقاءات التي جرت على مدى التاريخ بين الرؤساء الأمريكيّين المتعاقبين ورؤساء وزراء في إسرائيل، وأنه عاد إلى البلاد محقّقًا كافّة أهداف دولة إسرائيل، ونسب الأمر لذاته دون غيره، فخطة ترامب بالنسبة له هي النصر المطلق، حتى بعد أن اتضح أنها ليست خطة، وأن ترامب طرحها دون تنسيق معه، ودون علمه بتاتًا، وأنها كانت قد "تبلورت" في ذهن ترامب خلال المؤتمر الصحفيّ. ورغم أنه من الواضح أنها ليست قابلة للتنفيذ، كما قال مسؤولون كبار في الإدارة الأمريكيّة، بل إنها تشكّل خرقًا للقوانين الدوليّة وتصل حدّ جرائم ضدّ الإنسانيّة التي يعاقب عليها القانون، ورغم موقف إدارة ترامب ضد استخدام القوة العسكريّة لحلّ أزمة النوويّ الإيرانيّ، ورغم ذلك اعتبر الزيارة ناجحة، بل فائقة النجاح متجاهلًا، لتفكيره في مصلحته الذاتيّة فقط وهي البقاء في السلطة واستعادة دعم قاعدته الانتخابيّة والتخلّص من استطلاعات الرأي التي تشير إلى تدهور شعبيّته، وإلى أن الغالبيّة العظمى للمواطنين تريد وقف الحرب، وتريد لجنة تحقيق رسميّة، الحقيقة الساطعة التي تجلّت في قبوله كل القرارات التي اتّخذها الرئيس ترامب بدلًا منه في قضيّة غزة، وإطلاق سراح الأسرى وإرسال الوفد الإسرائيليّ المفاوض إلى الدوحة، وانسياق نتنياهو وراءها وتصريحاته أن الحكومة ملتزمة بقرارات الرئيس ترامب، والنتائج المترتبة على ذلك على صعيد الدول العربيّة، ومعناها أن ترامب ولأوّل مرّة في تاريخ العلاقات بين الدولتين، تصرّف وكأن إسرائيل ليست دولة مستقلّة، بل إنها أشبه ما تكون بولاية أمريكيّة، هي ربما الولاية الـ 51، وهو مصطلح يعني في الحوار السياسيّ الأمريكيّ مناطق لا تؤخذ في الاعتبار بشكل جديّ، ويمكنها ان تُضاف إلى الولايات الامريكية الخمسين التي تشكّل حاليًّا الولايات المتحدة الأمريكيّة. وهو ما دفع كثيرون إلى القول إن نتنياهو وصل البيت الأبيض بصفته رئيسًا لحكومة إسرائيل، لكنه خرج منه وكأنه حاكم لولاية أمريكيّة تحت وصاية الترامبيّة، وأنه قدم لإدارة ترامب ما يمكن وصفه بتنازل غير رسميّ، عن استقلال إسرائيل، ممّا يجعلها فعليًّا أقرب إلى ولاية أمريكيّة جديدة، وحتى القول إن اللقاء الثنائيّ لم يكن لقاءً بين زعيمين من دولتين مستقلتين، بل كان لحظة تسليم قرار إسرائيل السياسيّ لواشنطن، وبالتالي فحديث نتنياهو عن "إنجازات تاريخيّة" حقّقها اللقاء تضمن أمن إسرائيل لعقود، تجافي الواقع وتؤكّد الحقيقة أنها تشكّل تغييرًا للعلاقة بين البلدين، وأن اسرائيل أصبحت أكثر من أيّ وقت مضى تعتمد على الولايات المتحدة، ولعلّ أكبر دليل على ذلك هو ما حدث بشأن إيران، القضية التي اعتبرها نتنياهو همّه الأول وجزء من ميراثه السياسيّ، حيث كشفت تقارير إعلاميّة أمريكيّة إن ترامب أوضح لنتنياهو بشكل لا يقبل الشكّ، أو التأويل، أو حتى المناقشة، أن الملف النوويّ الإيرانيّ هو شأن تحتفظ واشنطن ترامب لنفسها بحقْ اتخاذ القرار النهائيّ فيه، مع التشديد على أن التعامل مع نشاطات وتطلّعات إيران النوويّة لن يتم عبر ضربة أو ضربات عسكريّة، بل عبر ترتيبات سياسيّة.

وفي هذا اللقاء يمكن القول إن من الحبّ ما قتل، فترحاب ترامب ببنيامين نتنياهو وتصريحاته الصادمة عن غزة واستهتاره، بحكم نرجسيّته بالمملكة العربيّة السعوديّة التي طالبها برفع استثماراتها مرغمة في الولايات المتحدة من 600 مليار دولار إلى تريليون دولار ، أي 1000 مليار دولار، رغم الديون المتراكمة عليها والتي تبلغ نحو 369 مليار دولار، وحديثه عن أنها ستقبل كل حلّ يقترحه وأنها لا تشترط إقامة دولة فلسطينيّة أو رسم الطريق نحوها مقابل تطبيعها مع إسرائيل، إضافة إلى استهتاره بمصر واعتبارها في خانة المفروغ منها التي يقرر هو ما يريد، وما عليها إلا أن تقبل، وهي تصريحات دفعت الرئيس المصري وفي موقف يشار إليه بالبنان إلى أن يؤجّل زيارته إلى واشنطن، ويعلن أنه سيلغيها إذا اتضح مستقبلًا أن قضية تهجير الفلسطينيّين في غزة ستكون على جدول الأعمال والبحث، وتصرّفه المعيب تجاه العاهل الأردنيّ، والذي اضطره بعد أيام إلى إصدار بيان من البيت الأبيض يمتدح الملك عبد الله، وتصريحاته حول فتح أبواب جهنم على حركة "حماس" إذا لم تطلق سراح كافّة الرهائن حتى ظهر السبت الماضي، وهو ما لم يتمّ، وما لم تطلبه حتى إسرائيل، كان أسوأ تعبير عن الحبّ والدعم، فالحديث عن عودة إلى الحرب إذا لم يتم إطلاق سراح كافّة الرهائن والمختطفين الإسرائيليّين، وإلغاء اتفاق وقف إطلاق النار - ترامب كان قد نسبه لنفسه - كان بمثابة من الحبّ ما قتل مقابل اليمين الإسرائيليّ المتطرّف وخاصّة الوزير المستقيل إيتمار بن غفير والوزير بتسلئيل سموتريتش والمتطرفين من أعضاء البرلمان من الليكود، الذين يريدون العودة إلى الحرب والاستيطان في قطاع غزة، وجعلهم كما قال إيتمار بن غفير يتهمون نتنياهو بالضعف والهوان والخوف من إلغاء اتفاق، أو صفقة التبادل مقابل ترامب الشجاع الذي يريد ذلك ويتعهّد بدعم إسرائيل. وهو الحال في تصريحات ويتكوف حول المرحلة الثانية من الصفقة.

على صعيد الدول العربيّة، من حبّ ترامب لنفسه ورغبته في منح نفسه شرف إنجازات لم تتحقّق بعد، عبر إملاءات على الدول العربيّة، ربما بحكم العادة وهي امتناع الدول العربيّة عن الردّ على إهاناته، ومنها أن دول الخليج لا تملك سوى المال والنفط، وأن عليها تزويد أمريكا به ومنع رفع أسعاره، بل تنفيذ السياسات الأمريكيّة كلها الإقليميّة والدوليّة، وأن بقاءها منوط بدفاع الولايات المتحدة عنها، وإلا فلا كيان لها ولا وجود، فإنه قتل ما أراده هو وما تمناه نتنياهو، فترامب بمواقفه المستهينة بالعالم العربيّ ومحاولة تجاهله، رفع من حدّة الإملاءات وسقف توقّعاته من المملكة العربيّة السعوديّة، خاصّة تصريحاته خلال استقباله رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن المملكة لا تُطالب بدولة فلسطينيّة مقابل اتفاق سلام مع إسرائيل، وهو تصرّف ضرب عرض الحائط بكافة الثوابت السعوديّة ومواقف مواطنيها خاصّة بكل ما يتعلّق بالتطبيع مع إسرائيل، وشكّل إحراجًا للسلطات السعوديّة أمام شعبها المُتعاطف مع غزة، ووقوفه ضد ما يحدُث بحقّ الفلسطينيّين في القطاع، ناهيك عن كونه يمسّ بالعائلة المالكة السعوديّة ويجعلها في نظر ترامب مصدرًا للمال والنفط المجانيّ، دون أيّ اعتبار لمكانتها الإقليميّة والعربيّة خاصةً بعد انهيار مكانة ايران الإقليمية جراء هزيمة نصيرها او مبعوثها "حزب الله" في لبنان، وبالتالي جاءت النتيجة وهي ولأوّل مرّة، موقف عربيّ موحّد ضد تهجير الفلسطينيّين خارج غزة، جمع السعوديّة بالأردن والإمارات وقطر ومصر والكويت، مع تكرار الالتزام بإعادة بناء القطاع مع تواجد الفلسطينيّين المُستمر في وطنهم. وهو تعبير عن وحدة عربيّة غير مسبوقة ضد خطة التهجير وإعلان عربيّ عن خطة بديلة تصيغها وتمولها هذه الدول، وجاء تصريح ترامب، أو تهديده لها بأنه "إذا ما عارضت فعليها أن تطرح خطة بديلة" ربما إيمانًا منه أنها لن تفعل وأنها لن تخرج عن طوعه، جاء محفزًا لها لوضع خطة كهذه وتمويلها مهما كلّفت لضمان منع التهجير، حتى لو لم تشارك أمريكا فيها، متنازلة بذلك عن دعم أمريكا الماليّ لبعضها والعسكريّ لمعظمها، ومحفزًا لقبول اقتراح محتمل برفض الطلب الأمريكيّ بعدم خفض إنتاج النفط، وعدم رفع أسعاره وفق منظمة أوبك بلوس التي تقودها روسيا والسعوديّة، وربما حتى حظر النفط، كما حدث عام 1973، حيث تم فرض حظر تصدير النفط على هولندا والولايات المتحدة وهو حظر لا يمكن للاقتصاد الأمريكيّ اليوم تحمّله ولو لأسبوع واحد، بمعنى أن ترامب حوَّل بنرجسيّته النفط من سلعة يريدها مجانًا، ويعتبرها له رغم وجودها جغرافيًّا في أرض الخليج، إلى سلاح محتمل ضدّه، ويبدو أن إملاءات ترامب دفعت بعدد من الدول العربيّة إلى اختيار الصدام مع الولايات المتحدة في ولاية ترامب الثانية، بعكس ولايته الأولى، وأشهرت في وجهه وبلغة كرة القدم إنذارًا، عبر تأكيد المملكة العربيّة السعوديّة أنها لن تتوقّف عن عملها الدؤوب في سبيل قيام دولة فلسطينيّة مستقلّة وعاصمتها القدس الشرقيّة، وأن المملكة لن تقيم علاقات دبلوماسيّة مع إسرائيل دون ذلك، ورفضها أيّ مسّ بحقوق الشعب الفلسطينيّ، ورفض الاستيطان الإسرائيليّ، وضمّ الأراضي الفلسطينيّة، والتشديد على أن مهمة المجتمع الدوليّ اليوم تتلخّص في رفع المعاناة الإنسانيّة عن الشعب الفلسطينيّ الذي سيظلّ متمسّكًا بأرضه، ولن يتزحزح عنها. وهي تصريحات تعيد إلى الاذهان تصريحات محمد بن سلمان من العام 2018، وتشير إلى إمكانيّة تكرار موقفه من زيارة جو بايدن إلى السعوديّة حين أرسل والي مكة لاستقباله في خطوة اعتبرها مراقبون تحذيرًا وربما إهانة دبلوماسيّة، كما قال الأمير تركي الفيصل رئيس الاستخبارات السعوديّة السابق في لقاءات متلفزة وبالإنجليزيّة، إنه إذا جاء ترامب إلى السعوديّة فسوف يتلقّى تحذيرًا من القيادة حول عدم حكمة ما يقترحه والظلم الصريح الذي يتجلّى حقًّا في هذا الاقتراح بالتطهير العرقيّ، ليس فقط في غزة، ولكن ما يحدث في الضفة الغربيّة، خلافًا للاستقبال الذي حظي به في زيارته السابقة ورقصة العرضة السعوديّة التي شارك فيها والصفقات الماليّة التي عاد محمَّلًا بها وتقارب حينه 500 مليار دولار.

معنى ما سبق أن القيادة السعوديّة ومصر والأردن ودولًا عربيّة أخرى منها الكويت التي اختارتها الولايات المتحدة شمَّاعة علّقت عليها أسباب احتلالها للعراق في حرب الخليج الأولى بذرائع تتعلّق بوجود أسلحة كيماويّة فيه، اتّضح أنها كاذبة ، قد اختارت رفض الخضوع وعدم قبول الإملاءات في الولاية الثانية مع إدارة ترامب، وتحديدًا بخصوص موقفها من التطبيع مع إسرائيل، ورفضها لفرضه بالقوة، وربما منعت توسيع اتفاقيّات أبراهام، التي تم التوصل إليها في ولاية ترامب الأولى مقابل إغراءات ماليّة وعسكريّة منها طائرات أف 35، في موقف يعني أن طموحات وآمال ترامب ونتنياهو بالتطبيع تصطدم برفض سعوديّ، إذ أعرب ترامب ونتنياهو ثقتهما أن تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعوديّة سيحدث في المستقبل، لتقابله المملكة ودول عربيّة معها بمؤتمر سيعقد بعد أسبوعين سيعرض خطة عربيّة لإعادة إعمار القطاع ببرنامج عربيّ وتمويل عربيّ، فالسعوديّة هي ربما الرابح الأكبر اليوم خاصّة، وأن مكانتها الإقليميّة السياسيّة والاقتصاديّة تمكّنها من اختيار وجهتها فهي قادرة على الانضمام، أو التعاون مع روسيا والصين، واستخدام "كرت" وسلاح أسعار النفط أيضًا، وهو ربما ما تنبَّه إليه ترامب كعادته متأخّرًا ليحاول إرضاء السعوديّة باختيارها مكانًا لمفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا، وهي حاليًا مفاوضات تطبيع واستئناف للعلاقات بين روسيا والولايات المتحدة وليس أكثر من ذلك.

خلاصة القول: رفعت أمريكا ترامب سقف توقّعات رئيسها من المملكة السعوديّة والدول العربيّة الأُخرى حتى اعتبرتها بمقام الحاضر الغائب مسلوب القرار والإرادة والمفهوم ضمنًا الذي لن يرفض لترامب سيّد البيت الأبيض طلبًا عبر إملاءات واضحة، بل مهينة، واعتبرها في جيبه، فتوحّدت كلها ضدّه واختارت الرفض والمواجهة ضمن معادلة هي الأقوى فيها، ولا يملك فيها ترامب وسائل الضغط. أما إسرائيليًّا فقد أغدق ترامب الحبّ على نتنياهو، معتقدًا أن ذلك سيجعل وضعه الداخليّ أفضل وسيجعل الأمور أسهل، فأضعف نتنياهو مقابل اليمين في حكومته، وأصبحت إسرائيل في جيبه، دون أيّ إمكانية للتقدّم في مجال علاقاتها مع الدول العربيّة، بل ربما أكثر من ذلك، فباعتقادي سوف يثبت التاريخ، أو يكشف بعد عقود أن ترامب كان أكثر رئيس أمريكي ألحق الضرر بإسرائيل وأمنها القوميّ واحتمالات عيشها بسلام في الشرق الأوسط.. فمن الحبّ فعلًا ما قتل، وربما بفضله - دون أن يقصد ذلك - تعلّمت الدول العربيّة أخيرًا قول أفلاطون: "لا تخش الظهور، فالرجال لا يخافون من النور". ولنذكر "بين كسب القلوب وكسر القلوب خيط رفيع اسمه الأسلوب".


panet@panet.co.ilاستعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال ملاحظات لـ

إعلانات

إعلانات

اقرأ هذه الاخبار قد تهمك