يمر بها المجتمع العربي الذي يعاني حالة من الفلتان الأمني الخطير. فقبل ساعات معدودة من بدء الشهر المبارك، مزق الرصاص جسد شاب بعمر الورد، هو السبّاح أيهم ناصر ابن الخامسة والعشرين ربيعا، والذي حصد في العام 2020 لقب نائب بطل إسرائيل في سباق 50 مترا ظهر وحطم الرقم القياسي للشباب.
ولم تكن جريمة القتل في الطيرة حدثاً منعزلاً. قبل ساعات قليلة من إطلاق النار على أيهم ناصر، قُتل في مدينة قلنسوة المجاورة هاشم ناطور، البالغ من العمر 63 عاماً، والذي قُتل ابنه محمد قبل نحو عام بإطلاق نار كذلك.
مساء يوم السبت، أصيب طفل يبلغ من العمر 6 سنوات، بجروح خطيرة اثر تعرضه لإطلاق نار في عرعرة المثلث. واعتقلت الشرطة خمسة من سكان عرعرة للاشتباه بتورطهم في إطلاق النار.
مراسل قناة هلا معتصم مصاروة تواجد في بيت العزاء في الطيرة اليوم وتحدث مع والد أيهم الذي يكاد لا يُصدّق ان ابنه قتل ولن يعود الى حضنه مرة أخرى .. المزيد في التقرير التالي :

وقال سائد ناصر والد القتيل أيهم ناصر لقناة هلا : " سمعنا يوم السبت قرابة الساعة 11 ليلا صوت اطلاق نار قرب البيت ، واعتقدنا أنه أمر عادي ، نزلت للاسفل فوجدت ابني مرميا على الأرض . كان الأمر فاجعة علينا ، لم أتصور للحظة واحدة أن أبكي على هذا الولد " .
وأكد والد القتيل " ابني لم يتلق أي تهديد وهو ليس ابني فقط وانما صاحبي أيضا ، وكل شيء كان يحدث معه كان يخبرني به ، الحمد لله على كل حال " .
وتابع حديثه قائلا : " المرحوم أيهم أمضى حياته مهتما برياضة السباحة وكان يعمل في هذه الرياضة ، وكان بعيدا عن العنف ، وحصل على عدة بطولات في رياضة السباحة " .

وأكمل سائد ناصر حديثه لقناة هلا : " اخر حديث لي مع ابني المرحوم كان قبل وفاته بساعتين ، حيث قال لي لا تنسى أن تصحيني على السحور . كان يريد أن يشرب الماء ويتناول السحور لأنه كان ينوي أن يصوم . لن أنسى أيهم أبدا فكل شيء يذكرني به ، الله يصبر الناس جميعا ، واتأمل أن يكون ابني اخر الضحايا في المجتمع العربي " .

من جانبه ، أوضح هيثم ناصر شقيق المرحوم أيهم ناصر لقناة هلا : " ما حدث أن أيهم عاد من العمل بعد 12 ساعة عمل ، تناول طعامه مع أخي الاخر وارتاح قليلا ، ثم جاء الى غرفتي وكان يبحث عن بلوزة يرتديها ليخرج من البيت ، وبعد أن خرج بقليل سمعنا صوت اطلاق نار ونزلنا مسرعين فوجدنا ما لم نكن نتوقعه أن أيهم هو ضحية اطلاق النار الذي سمعناه " .

وأضاف هيثم ناصر : " أيهم حصل على عدة بطولات في السباحة ، وكان صاحب مبدأ ولا يتدخل في أحد ، وكما تشاهد الطابق الثالث من هذا البيت كان لأيهم . كنا جميعا يدا واحدة ، وكنت دائما معه في مسيرته الرياضية ، وكنا نتعاون في بناء البيت معا .. أخذوه منا وراح ، بيته سيبقى فارغا لكن ان شاء الله هو الان في بيت أحسن عند رب العالمين " .
ومضى شقيق القتيل أيهم بالقول : " المرحوم أيهم كان صاحب المركز الثاني على مستوى البلاد في سباق 50 متر ظهر ، حيث كان مميزا في سباحة السرعة" . وختم بالقول : " رب العالمين يختص أناسا ويبتليهم بهذه الجرائم ، ونحن في المجتمع العربي للأسف بعيدون عن الدين " .

المرحوم الشاب أيهم ناصر - صورة شخصية

panet@panet.co.ilاستعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال ملاحظات لـ