مقال : إعادة اعمار غزة..ماذا يعني ؟ بقلم : د. سهيل دياب- الناصرة
يكثر استعمال مصطلح " إعادة إعمار غزة " من أطراف عديدة وما زال العدوان مستمرا على شعب غزة، وبدأت تعقد المباحثات بين العديد من الاطراف تحت هذا العنوان،
سهيل ذياب - تصوير موقع بانيت وصحيفة بانوراما
منها الاطراف الدولية ومنها الاطراف الاقليمية. أما مراكز الابحاث فبدأت بتحضير أوراق عمل لصناع القرار بكيفية التوجه لمثل هذا المصطلح وعمق مفهومه. وهنا أود طرح الرؤيا الاسرائيلبة- الامريكية بهذا المصطلح.
مفهوم اعادة الاعمار ليس مفهوما اقتصاديا محضا بالنسبة لاسرائيل، وانما بالاساس موقع نفوذ لضمان مستخرجات سياسية وامنية ترعى مصالح اسرائيل للعقود القادمة على ضوء صدمة السابع من اكتوبر.
اعد الباحثان اودي ديكل وعنات كورتس بحثا وورقة عمل تحت عنوان: " إعادة إعمار غزة- واجب الساعة" ، جاء فيه: " على اسرائيل الاعتراف بفشل استراتيجيتها في تدمير مقومات الحياة في غزة، كوسيلة للصغط على قيادة حماس بابعاد الخطر الامني على اسرائيل، هذه الاستراتيجية ليس فقط انها لم تجلب اي نتيجة، وانما جلبت عكس ذلك تماما"!
وحدد الباحثان أهداف اسرائيل من الاطراف الضالعة في إعادة الاعمار في غزة بالتالي:
١. إعادة الاعمار يهدف الى إضعاف حماس وسائر الفصائل الفلسطينية بما في ذلك منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية.
٢. على الاطراف المتنفذة باعادة الاعمار ان تتماثل مع استراتيجية اسرائيل الامنية وفي الاقليم.
لقد حاز موضوع إعادة اعمار غزة حصة كبيرة من ابحاث بلينكن في زيارته المكوكية الخامسة مع كل من تركيا والعربية السعودية وقطر والامارات ومصر والاردن، وكان لذلك هدفا سياسيا، وخاصة بتأجيج الصراعات الفلسطينية الفلسطينية بين حماس والسلطة الفلسطينية حول اليوم الثاني، وتاجيج التنافس العربي العربي، وخاصة بين الامارات والسعودية من ناحية، وقطر ومصر من ناحية أخرى.
لقد كان بيان محمود عباس - رئيس دولة فلسطين شافيا لبلينكن حينما اعلمه بأن حماس جزء من النسيج الفلسطيني، واليوم الثاني للحرب في غزة شأن فلسطيني داخلي محض. كما وجاءت مستخرجات مؤتمر القمة الثلاثي في العقبة بين السيسي والملك عبدالله وابومازن بتدارك أهمية اللحمة العربية وتحصينها أمام محاولات التفكيك والتأجيج اضافة الى رفض تهجير الغزيبن واعادة توطين الفلسطينيين في مصر والاردن بحسب الاهداف الاسرائيلية.
لقد نشر المعهد الفلسطيني بادارة خليل شقاقي استطلاعا لافتا يعبر عن مزاج الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة تجاه الدول العربية شمل الاستطلاع على ١٢٣١ مستطلعا، فحازت اليمن على تعاطف 68% بغزة و 89% بالضفة ويليها دولة قطر.
أما الامارات فحازت على 16% بغزة و 3% بالضفة . والسعودية حصلت على 11% بغزة و 2% بالضفة الغربية.
المطلوب اليوم قبل اعادة الاعمار، هو الدفاع عن الحياة لشعب غزة. فلا جدوى من إعادة إعمار بدون ناس وشعب يبقى. والشعب الباقي هو من بحدد من يعيد الاعمار!!
من هنا وهناك
-
‘هل يطلّ علينا عام 2025 من نافذة التفاؤل ؟‘ - بقلم : معين أبو عبيد شفاعمرو
-
‘ حتى نلتقي درويش ومطر ‘ - بقلم : يوسف أبو جعفر
-
المحامي زكي كمال يكتب : ليس هناك خطأ أكبر من عدم الاعتراف بالخطأ !
-
د. جمال زحالقة يكتب : بعض تطوّرات 2024 - غزّة وأمور أخرى
-
من أجل الجيبة والبيئة والمجتمع: كيف نقلّص من هدر الطعام ؟
-
مقال: ‘حتى نلتقي .. مطر وشوك‘ - بقلم : يوسف أبو جعفر
-
المحامي زكي كمال : هل إذا صمتت المدافع يعلو صوت الفقراء؟
-
كمال إبراهيم يكتب : الحرب التي لا تنتهي
-
‘ التسامح لغة السعادة ‘ - بقلم: د . غزال أبو ريا
-
الخبير الاقتصادي اياد شيخ أحمد يكتب : نسبة الفقر بين الأسر العربيّة بلغت 42% عام 2023
أرسل خبرا